وقد ابتدأت هذه الحركة من جانب الاسماعيليين منذ ان وضعت الرسائل الرمزية بالاسم الموهوم جابر بن حيان في أوائل القرن الرابع للهجرة ، وامتدت إلى عهد داعي دعاتهم الأول ذي العقل الموسوعي ( الانسكلوبيدي ) مؤيد الدين الشيرازي (١) ومجالسه المؤيدية المعروفة صورة واضحة تمثل لنا الحرب العوان التي شنها الاسماعيليون على الإلحاد والملحدين والتشكيك والشكاكين.
والذي يظهر لدينا ان الاسماعيليين قد ظفروا بكتاب التوحيد ، فوجدوا فيه ضالتهم المنشودة واملهم المرجو ، فكتبوا منه عدة مئات من النسخ ، وبثوه بين جماعاتهم وعمموه على انصارهم ، للدرس عليه والأخذ منه
ويظهر لدينا مرة اخرى بان واحدا من اولئك الدعاة الاسماعيليين المثقفين قد قرأ كتاب التوحيد ، وسحره كثيرا ، حتى لقد بدا له ان يغشيه ثوبا اسماعيليا خاصا ، فكتب له مقدمة قصيرة حشاها ببعض المصطلحات الاسماعيلية وأضاف له الآراء العامة التي
يعتقدها أصحاب هذه الفرقة .. فعل ذلك من اجل الدعوة إلى مذهبه ، واشاعته في أكثر عدد ممكن من الناس.
__________________
(١) المؤيد في الدين هبة الله بن أبي عمران الشيرازي الاسماعيلي ، داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي ، ولد في شيراز وتنقل في أكثر المناطق الإسلامية ، حتى سكن مصر وتوفي بها عام ٤٧٠ ه اما مجالسه التي أشرنا إليها فقد عثر الدكتور حسين الهمداني على ثمانية مجلدات منها وهي تشتمل على ٨٠٠ مجلس وكل مجلس عبارة عن محاضرة كان يلقيها مؤيد الدين في دار العلم بالقاهرة.