والفضائل وما منحه وأعطاه وشرفه وحباه مما لا يعرفه الجمهور من الأمة وما جهلوه من فضله وعظيم منزلته وخطير مرتبته فإني لكذلك إذ أقبل ابن أبي العوجاء فجلس بحيث أسمع كلامه فلما استقر به المجلس إذ رجل من أصحابه قد جاء فجلس إليه فتكلم ابن أبي العوجاء (١) فقال لقد بلغ صاحب هذا القبر العز بكماله وحاز الشرف بجميع خصاله ونال الحظوة في كل أحواله فقال له صاحبه إنه كان فيلسوفا ادعى المرتبة العظمى والمنزلة الكبرى وأتى على ذلك بمعجزات بهرت العقول وضلت فيها الأحلام وغاصت الألباب على طلب علمها
__________________
(١) هو عبد الكريم بن أبي العوجاء ربيب حماد بن سلمة على ما يقول ابن الجوزي ومن تلامذة الحسن البصري ، وذكر البغداديّ انه كان ما نويا يؤمن بالتناسخ ويميل إلى مذهب الرافضة (!) ويقول بالقدر ، ويتخذ من شرح سيرة مانى وسيلة للدعوة ، وتشكيك الناس في عقائدهم ، ويتحدث في التعديل والتجوير على ما يذكر البيرونى. ومن هنا يتبين ان ابن أبي العوجاء هذا كان زنديقا مشهورا بذلك وله مواقف حاسمة مع الإمام الصّادق ، أفحمه الامام في كل مرة منها ، سجنه والي الكوفة محمّد بن سليمان ثمّ قتله في أيّام المنصور عام ١٥٥ ه ، وقيل عام ١٦٠ ه في أيّام المهدى تجد ذكره في تاريخ الطبريّ ج ٣ ص ٣٧٥ ط ليدن ، وفهرست ابن النديم ص ٣٣٨ ، والفرق بين الفرق ص ٢٥٥ ط محمّد بدر ، ودائرة المعارف الإسلامية مج ١ ص ٨١ ، واحتجاج الطبرسيّ ص ١٨٢ و١٨٣ ط النجف ، وما للهند من مقولة ص ١٢٣.