رددت عليهما فقال يا مفضل لألقين عليك من حكمة الباري جل وعلا وتقدس اسمه في خلق العالم والسباع والبهائم والطير والهوام وكل ذي روح من الأنعام والنبات (١) والشجرة المثمرة وغير ذات الثمر والحبوب والبقول المأكول من ذلك وغير المأكول ما يعتبر به المعتبرون ويسكن إلى معرفته المؤمنون ويتحير فيه الملحدون فبكر علي غدا
__________________
(١) العطف التشريكي هنا يكشف عن رأي الإمام الصّادق في النبات وان له روحا ، وبعبارة اخرى ان لديه حسا وحركة. ولم تكتشف هذه النظرية العلمية إلاّ في اواخر القرن الثامن عشر الميلادي ، واول من فاك بان في النبات حسا تشله السموم وتميته الكهربية هو « بيشا » العالم الفصيولوجي الفرنسي المتوفى عام ١٨٠٢ م ( عجائب الخلق لزيدان ص ١٩٣ ) وقد ثبتت هذه النظرية بوجود بعض الأزهار المتفتحة نهارا والمقفلة ليلا ( ص ٦٢٥ من كتاب التأريخ الطبيعي ) وقام عالم هندي هو ( السرجفادس بوز ) بوضع آلة دقيقة تظهر بها حركات النبات ، وما يتأثر به من المؤثرات الخارجية ، كالمنبهات والمخدرات ، وانشأ هذا العالم معهدا كبيرا في ( كلكتة ) لدرس حركات النبات ، وانفعاله بالحر والبرد والظلمة والنور ـ فصول في التاريخ الطبيعي للدكتور يعقوب صروف ص ٤٩ ـ وقد أصبح من المشهور وجود بعض نباتات تفترس بعض الحشرات والحيوانات الصغيرة ، وتوجد أيضا ازهار تضحك واخرى تبكي ـ ص ١٠٢٠ من السنة السادسة والثلاثين لمجلة الهلاك ـ وامثلة ذلك النبتة المستحبة وندى الشمس واعجوبة القدر والاباريق ومصيدة الذباب واللقاح وغير هذه. ـ