ما هو عليه من إتقان خلقته وحسن صنعته وصواب هيئته وربما وقف بعضهم على الشيء يجهل سببه والإرب (١) فيه فيسرع إلى ذمه ووصفه بالإحالة والخطإ كالذي أقدمت عليه المنانية (٢) الكفرة وجاهرت به الملحدة المارقة الفجرة وأشباههم من أهل الضلال المعللين أنفسهم بالمحال (٣) فيحق على من أنعم الله عليه بمعرفته وهداه لدينه ووفقه لتأمل التدبير في صنعة الخلائق والوقوف على ما خلقوا له من لطيف التدبير وصواب التقدير بالدلالة القائمة الدالة على صانعها أن
__________________
(١) الارب : ـ بالفتح ـ المهارة او الحاجة.
(٢) او المانوية : هم أصحاب الحكيم الفارسيّ مانى بن فاتك الذي ظهر في أيّام سابور « ثانى ملوك الدولة الساسانية » ومذهبة مزيج من المجوسية والنصرانية ، وقد تبعه في معتقده خلق كثير ، وبقى قسم كبير منهم في الدور العباسيّ الأول ثمّ تسربت آراؤه إلى أوربا وبقية الاقطار الاسيوية ومانى هذا كان راهبا بحران ولد حوالي عام ٢١٥ م وقتله بعدئذ بهرام بن هرمز. انظر في ذلك الملل والنحل للشهرستانى ج ٢ ص ٨١ ومروج الذهب ج ١ ص ١٥٥ ، والفهرست ص ٤٥٦ ، ومعرب الشاهنامه ج ٢ ص ٧١ ، والفرق بين الفرق ص ١٦٢ و٢٠٧ ، والآثار الباقية للبيرونى ص ٢٠٧ ، وتاريخ الفكر العربى لإسماعيل مظهر ص ٣٩ ، وحرية الفكر لسلامة موسى ص ٥٥.
(٣) أي الشاغلين انفسهم عن طاعة ربهم بأمور يحكم العقل السليم باستحالتها.