خامسا : البعد الإعلامي
سخرت قوى الخير الإعلام لنشر المبادئ الحقة ، والدعوات الصادقة ، وإزالة الكثير من الشبهات العالقة في عقول الناس ، وبالمقابل استغلته قوى الشر من أجل نشر مبادئها الهدّامة وتحقيق مآربها الشريرة ، فأقامت سياجا هائلاً من التعتيم على مبادئ الحق والعدل ، وشنت الحملات التشهيرية على رموزه ووضعتهم ـ زورا وبهتانا ـ في قفص الاتهام من أجل أن ينفضّ الناس من حولهم.
والإمام الحسين عليهالسلام ـ كما هو معروف ـ من الذين آمنوا بدور الإعلام الرّسالي الهادف في فضح وتعرية قوى الشر والعدوان ودحض أباطيلهم وكشف دخائل نفوسهم ، كما آمن بأنّ كلمة الحق الصادقة لابد وأن تجد لها في أُذن الباطل وقعا ، لذلك عمل ـ بلا كلل أو ملل ـ على الجهر بدعوته بعد أن رأى أن الحق لا يُعمل به والباطل لا يُتناهى عنه ، وبعد عدم اقتناعه بشرعية الحكم وصلاحية القائمين عليه ، فأخذ يُلقي حججه المدوّية المجلجلة فيقرع بها آذان أعدائه ويفحم بها ألسنتهم ، في وقت كان السكوت فيه من ذهب ، لأن الطرف المعادي كان يعتمد منطق القوة والتضليل وقلب الحقائق ، مع ذلك سرعان ما ارتدّت سهام اليزيديين إلى نحورهم ، وانكشف ـ للقاصي والداني ـ كذب إعلامهم ، فسخط الرأي