العدو والصديق قد أثنى على شجاعة الحسين عليهالسلام وصحبه وأهل بيته ، ألم يخاطب عمر بن سعد قومه بالقول : « الويل لكم ، أتدرون من تبارزون! هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتال العرب ، فاحملوا عليه من كلّ جانب » (١).
وما أمر المجرم عمر بن سعد بالهجوم الشامل على أفراد جيش الإمام ورميهم بالحجارة إلاّ دليلٌ على تلك الشجاعة الفريدة.
وكنتيجة لما يتحلّى الحسين عليهالسلام وأسرته من شجاعة حصّلوا على أكبر عدد من أوسمة الشهادة ، يقول عباس محمود العقاد : « فليس في العالم أسرة أنجبت من الشهداء من أنجبتهم أسرة الحسين عدّة وقدرة ... وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين » (٢).
ومع أنّ الأرقام التي تذكرها المقاتل عن عدد قتلى العدو نتيجة لهجوم أصحاب الامام عليهم ، قد تكون مبالغاً فيها ، إلاّ أن الأمر الثابت الذي لا يمكن إنكاره هو الشجاعة المثيرة لهذه الثلّة المؤمنة ، التي بذلت نفسها في سبيل اللّه ، ولم تطاوعها نفسها بترك قائدها في الميدان وحده.
وتعتبر من المعالم الاخلاقية والنفسية البارزة لدى الحسين عليهالسلام وأنصاره ، والتي تجسدت في ملحمة عاشوراء ، وهذه النفسية التي تجعل الانسان يشمئز من الطغاة ، ويرفض الانصياع لسلطان الظلم ، ويحب
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١١٠.
(٢) المجموعة الكاملة ـ الحسين عليهالسلام أبو الشهداء٢ : ٢٨٠.