أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، واللّه لا نُخليك حتى يعلم اللّه أنْ قد حفظنا غيبة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فيك ، واللّه لو علمت أنِّي أُقتل ثمّ أُحيا ثمّ أُحرق ثم أحيا ثمّ أُذرَّى ، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلةٌ واحدةٌ ، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا » (١).
وظاهرة حبّ الأصحاب لقائدهم الحسين عليهالسلام بهذا العمق لفتت نظر العديد من الكتاب والباحثين ، المسلمين منهم وغير المسلمين ، ومنهم جورج جرداق ، العالم والأديب المسيحي ، فقال : « حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء ، كانوا يقولون : كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون : لو أننا نقتل سبعين مرّة ، فاننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرّة اُخرى أيضا » (٢).
ومن خلال هذه المواقف المشرفة ، ضرب الأصحاب المثل الأعلى في الالتفاف حول القيادة التي آمنوا بها ، وجادوا بأنفسهم ، فباعوها صفقة رابحة من أجل قضيتهم العادلة.
تعتبر التضحية من لوازم الإيمان سواءً بالقضية أو بالقيادة ، فمن آمن بشيء ضحى من أجله ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الإسلام من خطر السقوط في وهدة الظلم والضلال ، وكان الأنصار تبعا لرؤية قائدهم
__________________
(١) انظر : الإرشاد ٢ : ٩٢.
(٢) موسوعة عاشوراء : ٢٩٣.