معه وانتزاع الاعتراف منه. وقال له : وممن الكتاب وإلى من؟ قال : من الحسين عليهالسلام إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم ، فغضب ابن زياد وقال : واللّه لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم ، أو تصعد المنبر فتلعن الحسين بن علي وأباه وأخاه وإلا قطعتك إربا إربا ، فقال قيس : أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم ، وأما لعن الحسين وأبيه وأخيه فأفعل. فصعد المنبر فحمد اللّه وأكثر من الترحم على علي والحسن والحسين ، ثم لعن عبيد اللّه بن زياد وأباه ، ولعن عُتاة بني أمية عن آخرهم ، ثم قال : أيها الناس ، أنا رسول الحسين اليكم ، وقد خلفته بموضع كذا فأجيبوه ، فأمر عبيد اللّه بإلقائه من أعالي القصر (١).
وفي رواية الشيخ المفيد قدسسره : « أنّه قال : أيّها الناس ، إنّ هذا الحسين بن عليٍّ خيرُ خلق اللّه ابن فاطمة بنت رسول اللّه وأنا رسوله إليكم فأجيبوه ، ثمّ لعن عبيداللّه بن زياد وأباه ، واستغفر لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام وصلى عليه » (٢).
من هذا الموقف يظهر لنا جليا بأن الإمام يختار حملة كُتبه من ذوي الخبرة والكفاءة والشجاعة والأمانة للتقليل من الآثار السلبية للمكاتبات التحريرية.
اتبع الحسين القائد عليهالسلام هذا الأسلوب في مسيره نحو العراق ، كان
__________________
(١) اللهوف : ٤٦ ـ ٤٧.
(٢) الإرشاد ٢ : ٧١.