يوم الطفّ كل ما رآه من عدوّه من سوء الخلق ولؤم الطباع. وبعد استشهاده وجدوا على أكتافه آثار أكياس الطعام التي كان يحملها إلى الفقراء ، إلى غير ذلك من خصال نفسه الزكية وسمات نهضته الأخلاقية التي يمكن الإشارة إلى أهمها بالنقاط التالية :
وهو من أبرز المفاهيم والدروس المستقاة من واقعة الطف ، والايثار يعني الفداء وتقديم شخص آخر على النفس ، وبذل المال والنفس والنفيس فداءً لمن هو أفضل من ذاته. وفي كربلاء شوهد بذل النفس في سبيل الدين ، والفداء في سبيل الإمام الحسين عليهالسلام ، والموت عطشا لأجل الحسين عليهالسلام ، وأصحابه ما داموا على قيد الحياة لم يدعوا أحدا من بني هاشم يبرز إلى ميدان القتال ، إيثارا منهم على أنفسهم.
وفي ليلة عاشوراء لمّا رفع الإمام عليهالسلام عنهم التكليف لينجوا بأنفسهم ، قاموا الواحد تلو الآخر ، وأعلنوا عن استعدادهم للبذل والتضحية. يروي الشيخ المفيد رحمهالله : « أنّ الحسين عليهالسلام قال لأتباعه : ألا وإنّي لأظنّ أنّه آخر يوم لنا من هؤلاء ، ألا وإنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حلٍّ ليس عليكم منّي ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً. فقال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبداللّه بن جعفر : لم نفعل ذلك لنبقى بعدك؟! لا أرانا اللّه ذلك أبدا. بدأهم بهذا القول العباس بن علي رضوان اللّه عليه واتّبعته الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين عليهالسلام : يا بني عقيل ، حسبكم من القتل بمسلم ، فاذهبوا