ميراث له ، فأرسل به إلى ابن زياد ، فأمر به ، فضربت عنقه. فلمّا رأى الناس ذلك خرجوا (١).
لابد لكل قضية عادلة من قيادة حقة ، والايمان بالقضية العادلة يستدعي أيضا الايمان بالقيادة المخلصة القادرة على الوصول إلى الهدف بأفضل الطرق وأحسن الأساليب المشروعة ، وتحريك ماهمد من الطاقات وجمعها وتوظيفها لصالح القضية المنشودة.
وقيادة الحسين عليهالسلام الحقة ، بما اكتسبته من قدسية وشرعية ، وبما اتصفت به من عصمة وحكمة وبُعد نظر ، وبما اتخذته من مواقف مبدئية حاسمة ، ليس فيها مساومة ولا انصاف حلول ، وقد استقطبت أنظار الناس فوجدوا فيها المنقذ والمخلِّص ، ونتيجة لذلك التحقت بها ثلّة مؤمنة ، ولم يكن ذلك أمرا سهلاً لجميع الناس ؛ نظرا لدقّة الظروف وخطورة الاحتمالات ، في وقت كمّم فيه يزيد من خلال ولاته القساة أفواه الناس ، وزرعوا الخوف في النفوس ، وفي وقت آثرت فيه الأغلبية الصمت والعافية ، انضمت هذا الفئة القليلة العدد والصلبة الايمان بمعسكر الحسين ، وآمنت بقيادته ، وأخذت تدين له بالسمع والطاعة ، ووطنت نفسها على التضحية والفداء.
والقائد بدوره نسج علاقة قوية مع أتباعه ، وعبأهم روحيا وفكريا
__________________
(١) المصدر السابق : ١٩٠.