زوجته. ترى ماذا قال له الحسين عليهالسلام حين ناجاه؟! .. هل وعده بمنصب أو مغنم؟ .. لو كان ذلك ، ما سرَّح زوجته ، ولا قال للذين كانوا معه موِّدعا إياهم : إنه آخر العهد بيننا .. ثم بأَيِّ مغنم يعدُه ( الحسين ) وقد جاءته الأنباء بمقتل رُسُله ، وشراسة عدُوّه ..؟ أغلب الظن أنه حدَّثه عن قضيته العادلة ، ثم ختم حديثه معه قائلاً : تلك هي القضية ، ففيمَ إبطاؤُك عن الجنَّة؟.
وبالمقابل كان جند يزيد يتذرّعون بمختلف السبل والحيل في سبيل الفرار من جبهة القتال ، وذلك لعدم إيمانهم بالقضية التي يدافعون عنها. يروى أنّ ابن زياد قد « وجّه الحصين بن نمير ، وحجار بن أبجر ، وشبث بن ربعي ، وشمر بن ذي الجوشن ، ليعاونوا عمر بن سعد على أمره. فأمّا شمر فنفذ لما وجّهه له ، وأمّا شبث فاعتلّ بمرض. فقال له ابن زياد : أتتمارض؟ إن كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدوّنا. فلمّا سمع شبث ذلك خرج ... قالوا : وكان ابن زياد إذا وجّه الرجل إلى قتال الحسين في الجمع الكثير ، يصلون إلى كربلاء ولم يبق منهم إلاّ القليل ، كانوا يكرهون قتال الحسين ، فيرتدعون ويتخلّفون » (١).
ونتيجة لذلك استخدم ابن زياد أسلوب التهديد والوعيد لحمل الناس على الخروج لقتال الحسين عليهالسلام.
يروى أنّ ابن زياد بعث سويد بن عبدالرحمن المنقري في خيل إلى الكوفة ، وأمره أن يطوف بها ، فمن وجده قد تخلّف أتاه به. فبينما هو يطوف في أحياء الكوفة إذ وجد رجلاً من أهل الشام قد كان قدم الكوفة في طلب
__________________
(١) الأخبار الطّوال : ١٩٠.