أبي طالب عليهالسلام أو لأحد من أهل بيته ، لأن عقوبة هذا الإعلان هي الموت وهدم الدار ، وهذه العقوبة كانت سارية قبل قدوم مسلم وبعد موته ، مما يؤكد أن فكرة البيعة أيضا كانت من تدابير دولة الخلافة » (١).
وأيا كان الأمر مكيدةً أم حقيقة ، فقد أرسل الحسين عليهالسلام مسلم بن عقيل عليهالسلام ابن عمه وثقته من أهل بيته ، وسلّمه رسالة موجهة إلى أهل الكوفة ، يعدهم فيها بالقبول ، فسار مسلم بن عقيل بكتاب الحسين عليهالسلام حتى وصل الكوفة ، فلما وقفوا على كتابه كثر استبشارهم بقدومه ، ثم أنزلوه في دار المختار الثقفي ، وصارت الناس تختلف إليه ، فقرأ على جمع كبير منهم كتاب الحسين عليهالسلام وهم يبكون حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا كما يقول ابن طاوُس (٢). ولكن ابن زياد أخذ يزحزحهم عن مواقفهم بالتهديد والاغراء ، أو ما يطلق عليه حاليا سياسة العصا والجزرة ، فنقضوا البيعة وتفرقوا عن ابن عقيل الذي اُعتقل وقُتل بعد ذلك بصورة مروّعة!.
بما أن موسم الحج يشكل ملتقىً إسلاميا كبيرا على مر العصور ، يجتمع فيه المسلمون الوافدون من كلّ فج عميق ، فقد استفاد منه دعاة الاصلاح والتغيير في بث الأفكار وكسب وتعبئة الأنصار. والإمام الحسين عليهالسلام بدوره قد أدرك مالهذا المكان المقدس من أهمية استثنائية بوجود بيت اللّه الذي يشكل أمانا للخائفين ، ويمنح حرية التحرك والتبليغ ، وخاصة أثناء موسم
__________________
(١) انظر : كربلاء الثورة والمأساة / المحامي أحمد حسين يعقوب : ٩١.
(٢) انظر : اللهوف / السيد ابن طاوُس : ٢٥.