حين يأتيك كتابي » (١).
ولمّا تنصّلوا من بيعتهم خاطبهم الحسين عليهالسلام قائلا : « أيّها الناس إنها معذرة إلى اللّه عزّ وجل وإليكم ، إنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم ، وقَدِمَت عليّ رسلكم : أن اقدم علينا ... » (٢).
وهنا يقتضي التنوية على أن هناك من يرى بأن هذه الكتب والرسائل هي عبارة عن مكيدة يزيدية للإيقاع بالحسين عليهالسلام في كمين بالعراق.
وفي هذا الخصوص يقول المحامي أحمد حسين يعقوب : « فليس معقولاً أن يبايع أربعون ألفا اليوم ويتنكروا غدا لبيعتهم فلا يثبت أحد منهم على الإطلاق!! والمعقول الوحيد أن البيعة قد كانت بالإتفاق مع دولة الخلافة ، مقابل جُعل للمبايعين ، وإن تنصّل المبايعين من بيعتهم قد تمَّ أيضا بالإتفاق مع دولة الخلافة!! وهو مايعرف بلغة المخابرات المعاصرة بالاختراق!! حيث ينظمّ إلى التنظيم المراد اختراقه مجموعة من العيون تتظاهر بعضويتها لهذا التنظيم ، وتنقل ماتسمعه ، أو تتدخل بمشاريعه!.
لقد اكتشف أهل الكوفة مكيدة الكتب والرسائل التي أُرسلت إلى الإمام الحسين عليهالسلام ، وأنها من تدبير الدولة لغايات استدراج الإمام إلى المكان الذي تريده!! ثم إنه لن يجرؤ أحد منهم على الإعلان عن عدم موالاته لدولة الخلافة ، لأن هذا الإعلان يؤدي إلى قطع العطاء ، ويؤدي إلى الموت أيضا! ولن يجرؤ أحد منهم على الإعلان عن ولائه لعلي بن
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١٩٧ ، حوادث سنة ستين.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٢١٤ ، حوادث سنة ستين.