الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أني قد أحبُّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه ، والدُّعاء والاستغفار » (١).
يبدو أن الحسين عليهالسلام يريد بذلك إضافة إلى الجانب العبادي أن يُؤجج العامل المعنوي في نفوس مقاتليه القليلي العدد والعُدة ، ليصمدوا في المعركة غير المتكافئة التي يخوضونها. يقول (توماس كارليل) ، الفيلسوف والمؤرخ الانكليزي : « أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء ؛ هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ باللّه ، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل ، والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه » (٢).
يمكن تقسيم واقعة الطف ـ حسب التعبير العسكري المعاصر ـ إلى صفحتين قتاليتين هما :
ابتدأت المعركة عندما تقدم عمر بن سعد نحو معسكر الحسين عليهالسلام وأطلق سهما باتجاهه وقال : « اشهدوا لي أنّي أول رام ، فقال الحسين عليهالسلام : قوموا إلى الموت الذي لا بد منه ، فنهضوا جميعا ، والتقى العسكران الرَّجالة
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٩٠ ـ ٩١.
(٢) موسوعة عاشوراء : ٢٩١.