ثالثا : البعد الأخلاقي
سلوك سيد الشهداء عليهالسلام وسيرته الأخلاقية تعكس سمو نفسه وتربيته في حجر جدّه محمد صلىاللهعليهوآله وأبيه علي عليهالسلام ، وتجسيده للقرآن الكريم في عمله وأخلاقه.
وقد تجسدت خصاله الكريمة وسجاياه السامية في مختلف الميادين والمواقف في ثورة الطف ، منها رفضه القاطع مبايعة يزيد ، فخرج من المدينة وامتنع عن مبايعته حتّى في أقسى الظروف التي مرت به في كربلاء من حصار وعطش ومختلف التحدّيات ، بل استقبل الموت بعزّة وشموخ ، وسقى الحرّ وجيشه طوال الطريق ، وقَبِل يوم عاشوراء توبة الحرّ.
ورفع البيعة عن أنصاره لينصرف من يشاء منهم الانصراف ، وكان يعطف على أطفال مسلم بن عقيل بعد شهادة أبيهم ، كما صبر على كل المصائب والشدائد التي واجهته في ذلك اليوم ومنها مقتل أصحابه وأهل بيته.
وعلى الرغم من كل تلك المواقف العصيبة والوحدة القاتلة والعطش الشديد ، قاتل أعداءه كالليث ولم ترهبه كثرتهم. كان يرى أنّ نهضته قائمة على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأشار عدّة مرّات أثناء مسيره إلى كربلاء إلى هوان الدنيا وتصرّمها ، وبيّن زهده فيها ، وتحمّل في