اللّه يُرِيْدُ ظُلْما لِلْعِبَادِ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التّنَاد يَوْمَ تُوَلُّوْنَ مُدْبِرِيْنَ مَا لَكُم مِنَ اللّه مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللّه فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (١) ) يا قوم لا تقتلوا حسينا ( فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ، (٢) ) فقال الحسين : يا ابن أسعد رحمك اللّه ، إنهم قد استوجبوا العذاب حيث ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق » (٣).
مما تقدم انكشف لنا طبيعة عبادة الحسين عليهالسلام في كربلاء القائمة أساسا على الصلاة التي أقامها في أُتون هذه المأساة ، وقراءة القرآن الذي كان يكثر من قراءته ، والاحتجاج به ، وتشخيص مصاديق بشرية تنطبق عليها آياته ، وما تخلّل ذلك من دعاء واستغفار بقي الحسين عليهالسلام يلهج به حتى لفظ آخر أنفاسه الكريمة.
__________________
(١) سورة غافر : ٤٠ / ٣٠ ـ ٣٣.
(٢) سورة طه : ٢٠ / ٦١.
(٣) اُنظر : تاريخ الطبري ٦ : ٢٤٠ ، حوادث سنة إحدى وستّين ، اللهوف : ٦٥.