الأموي شديدا من وصول الدعوة الحسينيّة إلى ما وراء الفرات وحدود بلاد العجم.
يقرر القائد خطته وفقا للمعلومات التي يتمكن من الحصول عليها ، وكلما كانت المعلومات أوثق وأدق كلما كانت الخطة محكمة ، ويجب أن تتضمن المعلومات نية العدو ، وعدد قواته وتنظيمها ، وأنواع أسلحتها وتجهيزاتها ، وأسلوب قتالها ، وطبيعة الأرض التي سوف تدور رحى الحرب عليها.
والإمام الحسين عليهالسلام كقائد ميداني كان يسعى جاهدا للحصول على المعلومات أولاً بأول عن عدوه ، والملاحظ أنه اتبع ثلاثة أساليب أساسية :
ومن أمثلة ذلك أن الإمام عليهالسلام لما بلغ منطقة ذات عرق تلقى بشر بن غالب الأسدي قادما من العراق ، فسأله عن أهلها ، فقال : خلفت القلوب معك والسيوف مع بني أمية! فقال الحسين عليهالسلام حينئذ : « صدق أخو بني أسد ، إنّ اللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد » (١). وكنا قد تطرقنا إلى مقابلة الحسين عليهالسلام للفرزدق الشاعر والشيء الجديد هنا أن الفرزدق يذكُر أن الحسين عليهالسلام بادره بالسؤال التالي مستفسرا : « أخبرني عن الناس خلفك؟ » فقال : الخبير سألت ، قلوب الناس معك وأسيافهم عليك ،
__________________
(١) اللهوف : ٤٣ ، مثير الأحزان : ٣٠.