الماء وبينه » (١). فالحسين عليهالسلام قد ورث الشهامة عن علي عليهالسلام ، ويزيد ورث الخسة عن معاوية.
وهي من أهم الدروس الأخلاقية التي ميّزت نهضة كربلاء ، ومن أوّليات ثقافة عاشوراء. قال الحسين عليهالسلام : « موت في عز خيرٌ من حياة في ذل » (٢). وقال عليهالسلام لما عرضوا عليه الاستسلام والبيعة : « لا واللّه لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد » (٣). وفي كربلاء حينما خيّروه بين البيعة أو القتال ، قال : « ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى اللّه ذلك لنا ورسوله والمؤمنين وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نُؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام » (٤). وعند اندلاع معركة الطفّ كان يكرّ على صفوف العدو مرتجلاً (٥) :
القتل أولى من ركوب العار |
|
والعار أولى من دخول النار |
لقد كانت نهضة كربلاء درسا عمليا من دروس العزة والكرامة ورفض الذل ، واستلهم الثوار منها روح المقاومة والتحرّر.
__________________
(١) الأمالي : ٢٢٠ ، المجلس الثلاثون.
(٢) مناقب آل أبي طالب ابن شهر آشوب ٤ : ٢٢٤.
(٣) الإرشاد ٢ : ٩٨.
(٤) اللهوف : ٥٩.
(٥) اللهوف : ٧٠.