صنع بك؟! قال برير : صنع اللّه ـ واللّه ـ بي خيرا ، وصنع اللّه بك شّرا! قال يزيد بن معقل : كذبت وقبل اليوم ما كنت كذّابا » (١).
فهو ينسب الكذب لأحد أقطاب جبهة الحسين عليهالسلام مع اعترافه الصريح بأنّه معروف بالصدق وما كان كذّابا! والأغرب من ذلك أنّ علي ابن قرظة كان في جبهة عمر بن سعد ، وقد استشهد شقيقه عمرو بن قرظة الأنصاري في جبة الحسين عليهالسلام ، فساءه ذلك ، « فنادي ، يا حسين! يا كذّاب ابن الكذّاب! أضللت أخي وغررته حتى قتلته؟! قال الحسين عليهالسلام : إنّ اللّه لم يضلّ أخاك ، ولكنّه هدى أخاك وأضلّك! قال : قتلني اللّه إن لم أقتلك أو أموت دونك! فاعترضه نافع بن هلال المرادي فطعنه فصرعه » (٢). فهو ينسب الكذب للحسين عليهالسلام ريحانة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
زد على ذلك أنّ ابن زياد لما أُدخل عليه عيال الحسين عليهالسلام خاطب زينب عليهاالسلام بالقول : « الحمد للّه الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أُحدوثتكم. فقالت زينب : الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيّه محمد صلىاللهعليهوآله وطهّرنا من الرجس تطهيرا ، وإنّما يفتضح الفاسق ويكذبُ الفاجر ، وهو غيرنا » (٣). وبذلك ألقمته حجرا.
وهي سياسة أموية عريقة سنَّها معاوية في خلافه مع الإمام علي عليهالسلام
__________________
(١) مقتل أبو مخنف : ٢٢١ ، مؤسّسة النشر الإسلامي ـ قم.
(٢) المصدر السابق : ٢٢٣.
(٣) الإرشاد ٢ : ١١٥.