لو لم أعجل لأخذت » (١).
أما السلطة الأموية ، فبعد أن تبين لها بأن الحسين عليهالسلام ـ وهو الذي تحسب له ألفَ حساب ـ قد رفض البيعة وغادر المدينة ، ثارت ثائرتها ووضعت قواتها في المدينة ومكة والكوفة في حالة استنفار دائم لمراقبة تحركات الإمام في حلّه وترحاله.
يروي الدينوري : « أنّ يزيدا كتب إلى عبيداللّه بن زياد : قد بلغني أنّ الحسين بن علي قد فصل من مكّة متوجّها إلى ما قبلك ، فأدرك العيون عليه ، وضع الأرصاد على الطرق ، وقم أفضل القيام ، غير ألا تقاتل إلاّ من قاتلك ، واكتب إليَّ بالخبر فيكلّ يوم » (٢).
ثمّ إنّ زياد وامتثالاً لأمر يزيد « وجه بالحصين بن نمير ـ وكان على شرطه ـ في أربعة آلاف فارس من أهل الكوفة ، وأمره أن يقيم بالقادسية إلى القطقطانة (٣) ، فيمنع من أراد النفوذ من ناحية الكوفة إلى الحجاز إلاّ من كان حاجّا أو معتمرا ومن لا يتّهم بممالاة الحسين » (٤). وقد اتخذ الحسين القائد مجموعة من التدابير الاحترازية ، وهي :
أولاً : الحماية الشخصية : عند لقاء سيّد الشهداء عليهالسلام بوالي المدينة ، الوليد ابن عتبة ، بعد موت معاوية ، سار اليه وبرفقته جماعة من شبّان بني هاشم وسيوفهم مسلولة ومخفيّة تحت ثيابهم ، وأوصاهم بالبقاء خارج
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٦٧ ، مثير الأحزان : ٢٨.
(٢) الأخبار الطوال : ١٨٣.
(٣) موضع بقرب الكوفة.
(٤) الأخبار الطوال : ١٨٣.