النهضة الحسينية مدى بعده عن الصدق في دعواه تمثيل الإسلام.
امتاز الإعلام اليزيدي بغوغائية الإدعاء والبرغماتية ( النفعية ) من خلال إتباعه للوسائل الإعلامية التالية :
اعتمد الخطاب الإعلامي اليزيدي من حيث الأولوية على منطق القوة وأدوات القهر ، فقد ضرب يزيد بعرض الحائط وصية أبيه الذي أوصاه بان لا يمس الحسين عليهالسلام بسوء إذا أبى البيعة ، فلما مات معاوية تواترت الأوامر من يزيد إلى ابن عمه الوليد ـ والي المدينة ـ بأخذ البيعة له من الناس عامة ومن الحسين بن علي عليهماالسلام وابن الزبير بصورة خاصة.
وكان مروان بن الحكم من زعماء الأمويين في المدينة ورجل الظل في إمارة المدينة ، متحمسا لتنفيذ تعليمات يزيد بحذافيرها وإجبار الحسين عليهالسلام على البيعة ولو باستخدام القوة! .. فطلب من الوليد بأن يحبس الحسين عليهالسلام حتى يبايع أو تُضرب عنقه. وهذا نص عبارته للوليد كمصداق جليّ لهذا النهج الإعلامي : « واللّه لئن فارقك الحسين الساعة ولم يُبايعْ لا قَدرت منه على مثلها أبدا حتى يكثرَ القتلى بينكم وبينه ، احبس الرّجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه. فوثب عند ذلك الحسين عليهالسلام وقال : أنت ـ يا ابن الزّرقاء ـ تقتلني أو هو؟! كذبتَ وأثِمْت » (١).
__________________
(١) الإرشاد ، الشيخ المفيد ٢ : ٣٣.