مع الفُرسان ، واشتد الصراع » (١).
ثم أقبلت السهام ترشق أصحاب الحسين عليهالسلام كأنها المطر ، عندها قال الإمام القائد لأصحابه : « إن هذه السهام رسل القوم إليكم ، فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة » (٢).
بعدها أصدر شمر بن ذي الجوشن ، وهو من أبرز قادة أركان الجيش الأموي ، أوامره بالهجوم الجماعي عندما قال : احملوا عليهم حملة رجل واحد .. وافنوهم عن آخرهم.
وصف أبو مخنف ضراوة المعركة ، فقال : « وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشد القتال ، وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم الا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض ، قال : فلما رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالاً يقوضونها ـ أي يهدمون البيوت ـ عن أيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم ، قال : فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو يقوّض وينتهب فيقتلونه من قريب ويعقرونه ، فأمر بها عمر بن سعد عند ذلك فقال : أحرقوها بالنار ولا تدخلوا بيتا ولاتقوضوه ، فجاءوا بالنار فأخذوا يحرقون. فقال الحسين عليهالسلام : دعوهم فليحرقوها ، فانهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا ـ أي يصلوا ـ إليكم منها ، وأخذوا لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد » (٣).
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٠٠.
(٢) اللهوف : ٦٠.
(٣) تاريخ الطبري ٦ : ٢٣٧ ، حوادث سنة إحدى وستين.