أنتم فقد أذنت لكم. قالوا : سبحان اللّه ، فما يقول الناس؟! يقولون إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا ـ خير الأعمام ـ ولم نرم معهم. بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا ، لا واللّه ما نفعل ذلك ، ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ، ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبّح اللّه العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال : انخلّي عنك ولمّا نعذر إلى اللّه سبحانه في أداء حقّك؟ أما واللّه حتى أطعن في صدورهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، واللّه لا نخليك حتى يعلم اللّه أن قد حفظنا غيبة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فيك ، واللّه لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيا ثمّ أحرق ثمّ أحيا ثمّ أذرى ، يفعل ذلك بي سبعين مرّة ، ما فارقتك حتى ألقى حمامي » (١).
ووقف بعض أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام ظهيرة يوم عاشوراء ، عندما وقف لصلاة الظهر ، يقونه سهام العدو بصدورهم ، وخاض العباس نهر الفرات بشفاه عطشى ، ولما أراد تناول الماء تذكّر عطش الحسين والأطفال فلم يشرب منه ، وقال (٢) :
يا نفس من بعد الحسين هوني |
|
وبعده لا كنت أن تكوني |
هذا الحسين وارد المنون |
|
وتشربين بارد المعين |
تاللّه ما هذا فعال ديني
__________________
(١) الإرشاد٢ : ٩١ ـ ٩٢.
(٢) ينابيع المودّة ، القندوزي ٢ : ١٦٥ / الباب الحادي والستّون.