عقيل ، والخطب التي ألقاها الامام السجاد وزينب عليهماالسلام في الكوفة والشام وغيرها من المواقف والمشاهد البطولية تعكس بأجمعها عنصر الشجاعة الذي يعدّ من أوّليات ثقافة عاشوراء.
وعلى وجه العموم كان آل الرسول أمثلة خالدة في الشجاعة والاقدام وثبات الجنان ، وكانت قلوبهم خالية من الخوف من مواجهة الحتوف ، وكانت ساحات القتال في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله وحروب علي عليهالسلام في الجمل وصفين والنهروان شاهدا يعكس شجاعة آل البيت عليهمالسلام.
وقد اعتبر الامام السجاد عليهالسلام الشجاعة من جملة الخصال البارزة التي منَّ اللّه بها على هذه الأسرة الكريمة ، وذلك لما قال في خطبته في قصر الطاغية يزيد : « فضلنا أهل البيت بستّ خصال : فضلنا بالعلم والحلم والشجاعة والسماحة والمحبّة والمحلّة في قلوب المؤمنين ، وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين من قبلنا ، فينا مختلف الملائكة وتنزيل الكتب » (١).
وكان لهذه الشجاعة موارد مختلفة ، فهي في مجال القول واللسان ، وكذلك في تحمّل أهوال المنازلة ومقاتلة العدو ، والإغارة الفردية على صفوف جيشه ، وكذلك في تحمّل المصائب والشدائد ، وعدم الانهيار والقبول بالدنيّة. بدليل أنّه لما اشتدّ القتال ، قال : « أما واللّه لا أجيبهم إلى شيء ممّا يريدون حتى ألقى اللّه تعالى وأنا مخضّب بدمي » (٢). حتى أنّ
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب٤ : ١٦٨.
(٢) اللهوف : ٦١.