فحول إلى الحسين عليهالسلام وغدا من خلّص أصحابه (١) وفوق ذلك تحول إلى وسيلة إعلامية ناطقة.
ومن الشواهد الأخرى على الاتّصالات الفردية التي قام بها الحسين عليهالسلام فقد اتّصل بعبيداللّه بن الحرّ الجعفي « وكان من أشراف أهل الكوفة ، وفرسانهم. فأرسل الحسين إليه بعض مواليه يأمره بالمسير إليه ، فأتاه الرسول فقال : هذا الحسين بن علي يسألك أن تصير إليه. فقال عبيداللّه : واللّه ما خرجت من الكوفة إلاّ لكثرة من رأيته خرج لمحاربته وخذلان شيعته ، فعلمت أنّه مقتول ولا أقدر على نصره ، فلست أحبّ أن يراني ولا أراه. فانتعل الحسين حتى مشى ، ودخل عليه قبّته ، ودعاه إلى نصرته.
فقال عبيداللّه : واللّه إنّي لأعلم أنّ من شايعك كان السعيد في الآخرة ، ولكن ما عسى أن أُغني عنك ، ولم أخلف لك بالكوفة ناصرا ، فأنشدك اللّه أن تحملني على هذه الخطّة ، فإنّ نفسي لم تسمح بعد بالموت ، ولكن فرسي هذه الملحقة واللّه ما طلبت عليها شيئا قطّ إلاّ لحقته ، ولا طلبني وأنا عليها أحد قط إلاّ سبقته ، فخذها فهي لك ، قال الحسين : أما إذا رغبت بنفسك عنّا فلا حاجة لنا إلى فرسك » (٢).
__________________
(١) روضة الواعظين / الفتال النيسابوري : ١٧٨ ، منشورات الشريف الرضي ، قم ، تحقيق : السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان ، مقتل الحسين / أبو مخنف : ٧٤.
(٢) الأخبار الطوال / الدينوري : ١٨٨.