بالجراح.
عن جعفر بن محمد بن علي عليهمالسلام ، قال : « وجد بالحسين عليهالسلام حين قُتل ثلاث وثلاثين طعنة وأربع وثلاثون ضربة ، قال : وجعل سِنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلاّ شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه » (١).
وكان عليهالسلام يقوم بدور حربي مزدوج؛ فمرّة يشنُ هجوما مقابلاً ، ومرّة أخرى عند اشتداد العطش وتزايد الطعان يتمسك بموقف الدفاع. كان يحمل عليهم ويحملون عليه ، وهو مع ذلك يطلب شربة من ماءٍ فلا يجد حتى كثرت جراحه ، فبينما هو واقف إذ اتاه حجر فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدَّم عن جبهته ، فأتاه ـ حسب وصف الراوي المذكور ـ سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع على قلبه ، ثم أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره ، فانبعث الدم كأنه ميزاب ، فضعف عن القتال (٢).
ولما أحس القوم بضعفه حملوا على مقر قيادته ، فطعن شمر فسطاط الحسين عليهالسلام بالرمح وقال : « عليّ بالنار اُحرقه على من فيه. فقال الحسين عليهالسلام : يابن ذي الجوشن أنت الداعي بالنار لتحرق على أهلي؟ أحرقك اللّه بالنار » (٣).
أما الطعنة القاضية التي وجهت للحسين عليهالسلام ، فكانت من قبل صالح بن وهب حيث سددها إلى خاصرته ، فسقط عندئذ عن فرسه إلى الأرض
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢٤٦ ، حوادث سنة إحدى وستين.
(٢) اللهوف : ٧١.
(٣) اللهوف : ٧٢ ـ ٧٣.