ولده علي الأكبر إلى أخيه وقائد أركان حربه أبي الفضل العباس (سلام اللّه عليه) ، وانتهاءً بابن أخيه عبد اللّه بن الحسن بعد أن سبقه إلى الشهادة أخيه القاسم بن الحسن عليهماالسلام ، وفي نهاية المطاف لم يسلم من القتل حتى الطفل الرَّضيع عبد اللّه بن الحسين الذي أصبح هدفا لسهام حرملة بن كاهل الأسدي ، وكان من أبرز القناصين وأكثرهم دقة في إصابة الهدف ، فسدد رميته إلى نحر الرَّضيع فذبحه من الوريد إلى الوريد وهو على صدر والده!!
لقد سطّر أولاد الحسن والحسين عليهماالسلام ملاحم بطولية رائعة ، وعلى سبيل الاستشهاد لا الحصر أراد عبد اللّه بن الحسن أن يدافع عن عمه الحسين عليهالسلام وهو جريح ، واتقى ضربةً وجهت للإمام المطروح بيده فقطعتها إلى الجلد ، ثم رماه حرملة بسهم فذبحه وهو في حجر عمه!
بعدها استمر القتال الفردي بعد تصفية القاعدة إلى القيادة ، فبادر الحسين القائد إلى البراز ، فلم يزل يُقاتل كل من بَرزَ إليه حتى قَتلَ ـ كما يصف الرّواة ـ مقتلةً عظيمةً ، فقد وصف أحد الرجال الذين شهدوا معركة الطفّ ـ وهو حُميد بن مسلم ـ حال الحسين عليهالسلام وهو يخوض غمار الحرب ، فقال : « واللّه ما رأيت مكثورا قط ، قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه عليهالسلام ، إن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه ، فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب » (١) ، وكانوا ينهزمون بين يديه. واستمر الحال على ذلك المنوال حتى أُثخن
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ١١١.