وحرم جدّك رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؟ فقال الحسين : ويحك يا أبا هرة ، إنّ بني أمية أخذوا مالي فصبرت ، وشتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وأيم اللّه لتقتلني الفئة الباغية وليلبسهم اللّه ذلاً شاملاً وسيفا قاطعا ، وليسلطن اللّه عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم » (١).
وعليه فقد أزاح النقاب عن وجه الغيب ، وحدد ماذا يحمل رحم الأيام القادمة من أحداث وتطورات هي حُبلى بها ، وماذا يحل من انتقام إلهي شامل ، وقصاص عادل بأعدائه ، قال : « واللّه لا يدع أحدا منهم إلاّ انتقم لي منه قتلة بقتلة ، وضربة بضربة ، ينتقم لي ولأوليائي ولأهل بيتي وأشياعي منهم » (٢).
وفي نص آخر خاطبهم مستخدما تشبيها بليغا ، قائلاً : « ايم اللّه لا تلبثون بعدها إلاّ كريثما يركب الفرس ، حتى تدور بكم دور الرحى ، وتقلق بكم قلق المحور ، عهدٌ عهده إليَّ أبي عن جدي » (٣).
وفي رواية قال : « وإنّي زاحف إليهم بهذه الأسرة على كلب العدو وكثرة العدد وخذلة الناصر ، ألا وما يلبثون إلاّ كريثما يركب الفرس حتى تدور رحا الحرب وتعلق النحور. عهد عهده إلي أبي عليهالسلام. فأجمعوا أمركم ثمّ كيدون فلا تنظرون ، إني توكلّت على اللّه ربي وربّكم ما من دابّة
__________________
(١) اللهوف : ٤٣ ـ ٤٤.
(٢) مقتل الحسين / الخوارزمي ٢ : ٨ منشورات مكتبة المفيد ، قم.
(٣) اللهوف : ٥٩.