فيهم ، فودع حبيب الحسين عليهالسلام ، وهو لم يكمل صلاته بعد ، فقال للحسين عليهالسلام : يا مولاي اني اُحب ان أُتم صلاتي في الجنة. فاستشهد رضى الله عنه. ولما قُتل حبيب قال الحسين عليهالسلام بحقّه مقولة خالدة : « يرحمك اللّه يا حبيب ، لقد كنت تختم القرآن في ليلة واحدة وأنت فاضل » (١).
وينبغي الإشارة هنا إلى أن أول قوة قتالية أُرسلت من قبل القيادة العامة اليزيدية التي كانت مؤلفة من ألف فارس بقيادة الحر الرياحي الذي التحق في صفوف قوات الحسين عليهالسلام فيما بعد ، قد صلى أفرادها وراء الإمام الحسين عليهالسلام في منطقة ذي حسم. فقد قال الحسين عليهالسلام للحر الرياحي : « أتريد أن تصلي بأصحابك؟ » قال : لا ، بل تصلِّي أنت ونُصلِّي بصلاتك. فصلّى بهم الحسين بن علي عليهماالسلام ثمّ دخل فاجتمع إليه أصحابه وانصرف الحُرُّ إلى مكانه الذي كان فيه ، فدخل خيمةً قد ضُربَتْ له واجتمع إليه جماعةٌ من أصحابه (٢).
وهنا نتساءل فنقول : أليس الائتمام بالإمام الحسين عليهالسلام من قبل تلك الجموع ـ التي جاءت أساسا من أجل صدّه ومحاصرته ـ يدلُّ دلالة واضحة على كون الحسين عليهالسلام إمام حق وعدل تجوز الصلاة خلفه وتُقبل صلاة من اقتدى به؟
فهذا الموقف ـ إذا ـ يكشف زيف وتفاهة تلك المزاعم ووهن ذلك
__________________
(١) ينابيع المودّة ٢ : ١٦٧ ، الباب الحادي والستون ، طبع مؤسّسة الأعلمي ـ بيروت.
(٢) الإرشاد ٢ : ٧٩.