ويخذُلُ فيه الصديقُ ، ويشمتُ فيه العدوّ ، أنزلته بك وشكوته إليك رغبةً منِّي إليك عمّن سواك ، ففرّجته وكشفته ، وأنت وليُّ كلّ نعمةٍ ، وصاحبُ كلِّ حسنةٍ ، ومنتهى كلّ رغبةٍ » (١).
وتعدّ الصلاة أحد الدوافع الأساسية للنهضة الحسينية المباركة ، من أجل القضاء على عوامل الظلم وعناصر الفساد ، التي استشرت في المجتمع بسبب سلوك سلاطين بني أمية ، إذن كانت صلاة الحسين عليهالسلام هي تجسيد كامل لقوله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) (٢).
هكذا كان اهتمام الحسين عليهالسلام وأهل بيته بالصلاة ، يستخدمونها كمعراج يومي لسموّ نفوسهم ، وطاقة فذّة وقوّة خلاّقة لمواجهة مظالم أعدائهم ، وهي عندهم رأسمال معنوي ثمين وخير موضوع ، لذلك كانوا يحافظون عليها ويقيمونها في مختلف الظروف والأحوال ، وقد قيل لعلي بن الحسين عليهالسلام : ما أقلّ ولد أبيك؟ فقال : « العجب كيف ولدت له ، كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتى كان يتفرّغ للنساء؟ » (٣).
من هنا يشهد الزائر للحسين عليهالسلام عند زيارته عن قرب أو بُعد ، فيقول : « أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وأطعت اللّه ورسوله .. » وهي شهادة صادقة ستبقى تردّدها الملايين على مرّ السنين.
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٩٦.
(٢) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٤٥.
(٣) اللهوف : ٥٧.