وأشار الحسين عليهالسلام في خطبه وكلماته على طول الطريق الى غدر وخذلان وغرور ونكث أهل الكوفة ، ونقضهم العهد ، وخلعهم البيعة ، وعاب فيهم هذه الصفات. أما الحسين عليهالسلام فقد وفى بعهده مع ربّه ، وكثيرا ما تطالعنا الزيارات بعبارات ، من قبيل : « أشهد أنك بلغت ونصحت ووفيت وأوفيت » (١). وجاء في زيارة العباس عليهالسلام : « وأُشهد اللّه أنّك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل اللّه ... فجزاك اللّه أفضل الجزاء ، وأكثر الجزاء ، وأوفر الجزاء ، وأوفى جزاء ممن وفى ببيعته ، واستجاب له دعوته ، وأطاع ولاة أمره » (٢).
صفوة القول وصفت ثورة الحسين عليهالسلام بأنها قامت على أساس الأخلاق والمروءة. وكانت جهادا للقضاء على الرذيلة ونشر الفضيلة. وكانت تنتهج الأسلوب الشريف عند مواجهة الخصم ، وتحلّى أفرادها بالغيرة والشجاعة والتضحية ، والصبر عند الشدائد ، والثبات على طريق الحق.
__________________
(١) الكافي / الكليني ٤ : ٥٧٦ ، دار الكتب الإسلامية ط٣ ـ ١٣٦٧ ه.
(٢) كامل الزيارات / ابن قولويه : ٤٤١.