خطيبا فيهم ، وتحدث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النبي صلىاللهعليهوآله وشيعتهم من المحن والخطوب التي صبها عليهم معاوية ، وما اتخذه من الاجراءات المشددة من إخفاء فضائلهم ، وستر ما أُثر عن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله في حقهم ، وألزم حضار مؤتمره بإذاعة ذلك على المسلمين.
وفيما يلي نص حديثه فيما رواه سليم بن قيس ، قال : « ولما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي عليهماالسلام ، وعبد اللّه بن عباس ، وعبد اللّه بن جعفر ، فجمع الحسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ، ومن حج من الأنصار ممن يعرفهم الحسين وأهل بيته ، ثم أرسل رسلاً ، وقال لهم : لا تدعوا أحدا حج العام من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله المعروفين بالصلاح والنسك الا اجمعوهم لي ، فاجتمع إليه بمنى أكثر من ألف رجل وهم في سرادق ، عامتهم من التابعين ، فقام فيهم خطيبا فحمد اللّه واثنى عليه ، ثم قال : أما بعد : فان هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتهم ورأيتم وشهدتم وبلغكم ، وإني أُريد أن أسألكم عن أشياء فان صدقت فصدقوني ، وإن كذبت فكذبوني ، اسمعوا مقالتي ، واكتموا قولي ، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، من أمنتموه ووثقتم به من الناس ، فادعوهم الى ماتعلمون ، فإني أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب ، واللّه متم نوره ولو كره الكافرون » (١).
وكان هذا المؤتمر أول مؤتمر اسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، وقد شجب فيه الإمام سياسة معاوية ، ودعا المسلمين لاشاعة فضائل أهل
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ١٨ ـ ١٩ ، دار النعمان.