٣ ـ لو تأملنا في القيد الثانوي رقم (١) لرأينا انه يحكي في الخارج عن قيد اولي ، حيث يحكي عن القيد الاولى رقم (١) ، فان لحاظ صفة العلم في الذهن يطابقه في الخارج وجود صفة العلم ، ومن اجل هذا كانت الحصة الذهنية الاولى ـ المتقومة بالقيد الثانوى رقم (١) ـ عين الحصة الخارجية الاولى المتقومة بالقيد الاولي رقم (١).
ولو تأملنا في القيد الثانوي رقم (٢) لرأينا انه يحكي في الخارج عن القيد الاولي رقم (٢) ، فان لحاظ عدم صفة العلم في الذهن يطابقه في الخارج عدم وجود صفة العلم ، ومن اجل هذا كانت الحصة الذهنية الثانية المتقومة بالقيد الثانوي رقم (٢) عين الحصة الخارجية الثانية المتقومة بالقيد الاولي رقم (٢).
ولو تأملنا في القيد الثانوي رقم (٣) فهل نراه يحكى عن شيء في عالم الخارج؟ كلا ، فان الموجود في الخارج اما الانسان العالم الذي يحكي عنه القيد الثانوي رقم (١) او الانسان غير العالم الذي يحكي عنه القيد الثانوي رقم (٢) ولا توجد حصة ثالثة لكي يمكن ان يحكى عنها القيد الثانوي رقم (٣).
وان شئت قلت : ان القيد الثانوي رقم (٣) هو عدم اللحاظين ، وواضح ان عدم اللحاظ امر عدمي ، والامر العدمي لا يمكن ان يحكي عن شيء وجودي. اجل ان القيد الثانوي رقم (٣) يمكن ان يكون حاكيا عن شيء ولكنه ليس شيئا خارجيا ذا وجود مستقل مغاير لوجود الحصتين الاوليتين ، انه يحكي عن طبيعة الانسان التي لم تقيد بالعلم ولا عدم العلم ، وهذه الطبيعة المهملة كما تعلم لا وجود لها في الخارج مغايرا لوجود الحصتين الاوليتين وانما هي جامع ومقسم لهما ، والمقسم لا وجود له مستقلا عن اقسامه. ومن اجل عدم الوجود المستقل للطبيعة
__________________
ـ الاوليه.