والسرّ المكتوم الّذي لم يمكنهم عليهم السلام إظهاره!؟ كما سمعت من السيد الأستاذ.
كيف وقد أظهروا ذلك السرّ ، وأماطوا عنه الستر ، وشدّدوا في الإنكار على من صامه تشديدا لا يليق إلاّ بمرتكب الكبائر ، وأوعدوا وعيدا لا يستحقّه إلاّ المقدم على أعظم الجرائر ، فجعله الرضا عليه السلام « صوم ابن مرجانة » (١).
وجعل الصادق عليه السلام « حظّ من صامه حظّ ذلك الدعيّ » (٢).
وقال عليه السلام في رواية أخرى : « فمن صامه ، أو تبرّك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب ، مسخوطا عليه » (٣).
أترى مع ذلك رجحانا لصوم هذا اليوم النحس!؟ لا ومن استشهد فيه ، إلاّ أن يكون الحشر مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوطا عليه ثوابا يرغب فيه.
بل ولو لا خوف الإجماع ـ وما الإجماع ممّا يرهب في أمثال هذه المسائل ـ لقلنا : إنّ صومه حرام كحرمة صوم العيدين ، ولو كان أشدّية العقاب الموعود على الفعل دليلا على أشدّية الحرمة لقلنا : الإثم فيه أعظم.
ومن تأمّل رواية عبد الله بن سنان التي رواها الشيخ في مصباح المتهجد ، وقول الصادق عليه السلام فيها : « صمه من غير تبييت ، وأفطره من غير تشميت ، ولا تجعله صوم يوم كملا ، وليكن إفطارك بعد [ صلاة ] (٤) العصر بساعة » (٥) وضمّ إليه قول جدّه صلّى الله عليه وآله في جوامع الكلم : « لا صيام لمن لم يبيّت الصيام » (٦) وضمّ إليه إجماع المسلمين على أنّ الصوم المشروع إفطاره غروب
__________________
(١) الكافي ٤ : ١٤٦ ـ ٥ ، التهذيب ٤ : ٣٠١ ـ ٩١١ ، الاستبصار ٢ : ١٣٥ ـ ٤٤٢.
(٢) الكافي ٤ : ١٤٧ ـ ٦ ، التهذيب ٤ : ٣٠١ ـ ٣٠٢ ـ ٩١٢ ، الاستبصار ٢ : ١٣٥ ـ ٤٤٣.
(٣) الكافي ٤ : ١٤٧ ـ ٧.
(٤) الزيادة من المصدر.
(٥) مصباح المتهجّد : ٧٢٤.
(٦) عوالي اللئالي ٣ : ١٣٢ ـ ٥.