يكتب الكتاب على الوضع الذي صنفه مصنفه ! انتهى .
ووصل الحال في عصرنا إلى أن بعض الوهابيين ينشرون كتب النووي وغيره ويحذفون منها كل ما يخالف مذهبهم حتى أنهم حذفوا فضل زيارة النبي صلىاللهعليهوآله من أحد كتبه . وهذا غيض من فيض فإن دور نشرهم في عدة بلدان تعمل مناشيرها وسكاكينها في كتب الثراث الاسلامي ، ومستأجريهم ينفذون تعليماتهم بحذف كل ما لا يليق لهم !
هذا مضافاً الى نشرهم كتب المشبهة والمجسمة وتكبير شخصياتهم وإشاعة تعظيمهم وتقدسيهم ، وتكفير مخالفيهم من سلف الأمة ومعاصريها !
وانتقل التجسيم من بغداد إلى مصر
ـ سير أعلام النبلاء ج ١٥ ص ٤٢٩
أبو إسحاق المروزي الإمام الكبير ، شيخ الشافعية وفقيه بغداد ، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي ، صاحب أبي العباس بن سريج وأكبر تلامذته ، اشتغل ببغداد دهراً وصنف التصانيف وتخرج به أئمة كأبي زيد المروزي ، والقاضي أبي حامد أحمد بن بشر المروروذي مفتي البصرة ، وعدة .
شرح المذهب ولخصه ، وانتهت إليه رئاسة المذهب . ثم إنه في أواخر عمره تحول إلى مصر فتوفي بها في رجب في تاسعه ، وقيل في حادي عشرة سنة أربعين وثلاث مئة ، ودفن عند ضريح الإمام الشافعي ولعله قارب سبعين سنة . . . . . صنف المروزي كتاباً في السنة ، وقرأه بجامع مصر ، وحضره آلاف فجرت فتنة ، فطلبه كافور فاختفى ، ثم أدخل إلى كافور ، فقال : أما أرسلت إليك أن لا تشهر هذا الكتاب فلا تظهره . وكان فيه ذكر الإستواء ، فأنكرته المعتزلة . انتهى . يقصد أنه كان في الكتاب ذكر القعود الحسي لله تعالى على عرشه ، فأنكره علماء مصر . ولكن الحاكم كافوراً الإخشيدي كان يميل إلى التجسيم فطلب منه أن لا ينشر كتابه فقط !