ـ وقال الدكتور حسن إبراهيم في تاريخ الإسلام ج ٤ ص ٣٦٨
صرف ابن تومرت الناس عن اتباع مذهب السلف الذي قد يجر معتنقيه إلى التشبيه والتجسيم . وابن تومرت في هذا الميدان العلمي يعتبر من الشخصيات العلمية البارزة في التاريخ الإسلامي .
وكثر الحشوية والمخلطون في العالم الإسلامي
قال العلامة الأرموي في منهاج الكرامة ص ٦ : وقالت جماعة الحشوية والمشبهة : إن الله تعالى جسم له طول وعرض وعمق ، وإنه يجوز عليه المصافحة ، وإن الصالحين من المسلمين يعانقونه في الدنيا ، وحكى الكعبي عن بعضهم أنه كان يجوز رؤيته في الدنيا وأنه يزورهم ويزورونه ، وحكى عن داود الظاهري أنه قال : أعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك ، وقال : إن معبودهم له جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء كيد ورجل ولسان وعينين وأذنين ، وحكى أنه قال : هو أجوف من أعلاه إلى صدره مصمت ما سوى ذلك ، وله شعر قطط . حتى قالوا : اشتكت عيناه فعادته الملائكة ، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه ، وأنه يفضل من العرش من كل جانب أربع أصابع . وذهب بعضهم إلى أنه تعالى ينزل في كل ليلة جمعة على شكل أمرد حسن الوجه راكباً على حمار ، حتى أن بعضهم ببغداد وضع على سطح داره معلفاً يضع كل ليلة جمعة فيه شعيراً وتبناً لتجويز أن ينزل الله على حماره على ذلك السطح فيشتغل الحمار بالأكل ويشتغل الرب بالنداء ، ويقول : هل من تائب هل من مستغفر ، تعالى الله عن مثل ذلك .
. . . وحكى عن بعض
المنقطعين التاركين من شيوخ الحشوية أنه اجتاز عليه في بعض الأيام نفاط ومعه أمرد حسن الوجه قطط الشعر على الصفات التي يصفون ربهم بها ، فألح الشيخ بالنظر إليه وكرره وأكثر تصويبه إليه ، فتوهم فيه النفاط
فجاء إليه ليلاً فقال : أيها الشيخ رأيتك تلح بالنظر إلى هذا الغلام وقد أتيتك به فإن كان لك
فيه