على قصد المتكلم إبراز أمر نفساني غير قصد الحكاية عند إرادة تفهيمه.
والجملة الخبرية موضوعة للدلالة على قصد المتكلم الحكاية عن الواقع ثبوتاً أو نفياً.
توضيح ذلك : أنّ هذا القسم من الحروف كالجملة الانشائية ، بمعنى أنّه وضع للدلالة على قصد المتكلم إبراز أمر نفساني غير قصد الحكاية عند قصد تفهيمه ، فحروف النداء ك ( يا ) مثلاً ، وضعت لابراز قصد النداء وتوجيه المخاطب إليه ، وحروف الاستفهام موضوعة لابراز طلب الفهم ، وحروف التمني موضوعة لابراز التمني ، وحروف الترجي موضوعة لابراز الترجي وكذا حروف التشبيه ونحوها.
وبتعبير آخر : أنّ وضع هذا القسم من الحروف لذلك المعنى أيضاً من نتائج وثمرات مسلكنا في مسألة الوضع ، فان لازم القول بالتعهد والالتزام هو تعهد كل متكلم بأ نّه متى ما قصد تفهيم معنى خاص تكلم بلفظ مخصوص ، فاللفظ مفهم له ودال على أنّه أراد تفهيمه به ، فلو قصد تفهيم التمني يتكلم بلفظ خاص وهو كلمة ( ليت ) ، ولو قصد تفهيم الترجي يتكلّم بكلمة ( لعل ) وهكذا. فالواضع تعهد ذكر هذا القسم من الحروف عند إرادة إبراز أمر من الامور النفسانية من التمني والترجي ونحوهما.
ومن هنا يظهر بطلان ما عن شيخنا الاستاذ قدسسره (١) من أنّ معاني هذه الحروف أيضاً إيجادية ، ووجهه ما تبين لك من أنّ معانيها ثابتة في عالم المفهومية كمعاني الجمل الانشائية ، ولا فرق بينهما من هذه الجهة. فالنتيجة
__________________
(١) أجود التقريرات ١ : ٢٥.