علىٰ نبذ حياة العزوبية ، كما تجسدت في أفعاله ، فقد تزوج مرات عديدة ، وزوج بناته أيضاً ، كما تمثلت في تقريره ، فلم يكتف بالسكوت عمن يتزوجون ، بل كان يسأل أصحابه ومن يحيط به عن أخبار الزواج ، فيبارك لمن تزوج منهم ويدعو له ، كما ويسأل العزاب منهم عن سبب عزوفهم عن الزواج ، ويحاول حل مشاكلهم ويشفع أو يتوسط لتسهيلها ، وقد زوج « جويبر » مع فقره المدقع من « الزلفاء » مع ما هي فيه من الجاه والثراء.
فالزواج ـ إذن ـ اضافة إلىٰ أنّه آية ربانية فهو سنّة نبوية يتوجب اتباعها ، والعمل بها ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني... » (١).
وانطلاقاً من هذا التوجه النبوي ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام موصياً : « تزوجوا ، فإنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيراً ماكان يقول : من كان يحبُّ أن يتّبع سنّتي فليتزوج ، فإنَّ من سنّتي التزويج » (٢).
فالمتزوج أفضل عند الله تعالىٰ ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأعزب درجةً ، وأجزل ثواباً ، قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « المتزوج النائم أفضل عند اللهم من الصائم القائم العزب » (٣).
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : « ركعتان يصليها متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب » (٤).
________________
١) جامع الأخبار : ٢٧١ / ٧٣٧ ، كنز العمال ١٦ : ٢٧١ / ٤٤٤٠٧.
٢) تحف العقول : ١٠٥.
٣) جامع الأخبار : ٢٧٢ / ٧٤١.
٤) ثواب الاعمال : ٦٢.