إلىٰ المادية عندما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « زوّجوا أياماكم (١) فإنَّ الله يُحسن لهم في أخلاقهم ويوسّع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مروّاتهم » (٢).
وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق عليهالسلام : « من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزَّ وجلَّ » (٣) إنطلاقاً من الآية المتقدمة التي تتضمن وعداً جميلاً بالمدد والمعونة.
وبالاضافة إلىٰ أُسلوب «الترغيب» الذي أشرنا إليه ، فقد اتّبع الإسلام أُسلوب التنفير من العزوبة والتحذير من عواقبها ، من أجل كسر أسوار العزلة ، وقطع الطريق علىٰ الذين يخلعون حزام العفة ، ويريدون التنصّل من المسؤولية الاجتماعية ، فالملاحظ أنه يشنّ علىٰ هؤلاء حملات شديدة ، قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « شراركم عزّابكم ، وأراذل موتاكم عزّابكم » (٤).
فالامتناع عن الزواج بلا عذر صحيح مذموم ومكروه ، ويجعل الفرد في زمرة المذنبين ، ويقرّبه من دائرة الشيطان ، إذ لا رهبانية في الإسلام كما هو معلوم ، ومن الشواهد علىٰ ذلك أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سأل رجلاً اسمه عكّاف : « ألك زوجة ؟ قال : لا يا رسول الله ، قال : ألك جارية ؟ قال : لا يارسول الله ؟
________________
١) الأيامىٰ : جمع أيّم ، وهو الذكر الذي لا اُنثىٰ معه والاُنثىٰ التي لا ذكر معها ، تفسير الميزان ٥ : ١١٢ ـ ١١٣.
٢) نوادر الراوندي : ٣٦ ، بحار الأنوار ١٠٣ : ٢٢٢.
٣) مكارم الأخلاق : ١٩٧.
٤) كنز العمال ١٦ : ٢٧٧ / ٤٤٤٤٩.