السليم ولم تطبعهم علىٰ السلوك القويم ، ولم توفّر لهم المناعة النفسية ضدّ الانحراف.
وبعد المدرسة تعمل وسائل الاعلام في الغرب علىٰ تشكيل وعي وثقافة الشباب فتشجّعهم علىٰ العنف والاجرام والجنس ، فهي تعلّم الحدث ـ ضمناً ـ كيف يسرق مصرفاً أو بيتاً أو كيف يقتل رجلاً ويخفي جريمته ، وكيف يتجسّس علىٰ عورات الناس ، وتعلّم الزوج ـ عملياً ـ كيف يخون زوجته وأولاده واُسرته !
ونتيجة لذلك برزت ظاهرة «عصابات الأحداث» التي أخذت تقلق الباحثين والمربين في الغرب ؛ لأن النسبة إجرامها في تصاعد مستمر ، وأسبابها كثيرة ، فإضافة لدور وسائل الاعلام ، لوحظ أن ضعف رقابة الآباء وتفكّك عرىٰ الاُسرة نتيجة الافراط في الطلاق أو الهجر ، وكذلك رفقاء السوء ، إذ يظلّ الحدث دون موجّه ، فيتلقفه الشارع بشروره ، وفي غير هذه الحالات يلعب إدمان الآباء علىٰ الخمور والمخدّرات أقبح دور في دفع الأولاد نحو الجريمة.
وهكذا نصل إلىٰ نتيجة يقينية هي أنّ المنهج المادي قد أفرز ظواهر سلبية انعكست علىٰ التربية ، ولم تقصر ثمارها المُرّة علىٰ الفرد ، بل امتدّت إلىٰ المجتمع ، فهددت أمنه ومستقبل أجياله ، ومزّقت النسيج الاجتماعي الذي يربط أفراده.
يتّصف المجتمع الإسلامي ـ عموماً ـ بالتماسك
الاُسري بالمقارنة مع مثيله الغربي نتيجة للمناعة الذاتية التي يحصل عليها أفراده من خلال تمسّكهم بالاخلاق الحميدة التي تدفع الوالدين إلىٰ الاحترام المتبادل وتحثّ الآباء
علىٰ إحاطة أولادهم بسياج من الحماية والرعاية ، وبالمقابل تلزم الأولاد علىٰ البرِّ