للجريمة ، ولم يعاقب الزوج إلّا إذا ارتكب جريمته بمنزل الزوجة ، أما إذا ارتكبها في أي مكان آخر غير هذا المنزل فلا جريمة عليه) (١).
ممّا تقدّم تبيّن لنا الفروق الجوهرية بين المنهجين الإسلامي والمادي بخصوص الاُسرة.
الآثار المترتبة علىٰ المنهج الإسلامي والوضعي
وهنا لابدّ من التطرق للآثار الاجتماعية والتربوية والأخلاقية التي تترتّب علىٰ المنهجين ، وتنعكس ـ سلباً أو إيجاباً ـ علىٰ الفرد أو المجتمع.
إنّ الاُسرة المسلمة تقوم علىٰ أسس واضحة من السكينة والمودَّة والرَّحمة ، إذ تشكّل القيم الدينية والقواعد الأخلاقية السور الوقائي لأفرادها ، فالرجل هو قائد دفّة سفينة الاُسرة وله قيمومة عليها ، بينما المرأة تضطلع بوظيفة مزدوجة ، فهي زوجة وأمّ ترضي زوجها وترعى أطفالها ، فهي البيئة الاجتماعية الاُولىٰ التي تساهم في توفير حوائجهم وتربيتهم وتشكيل الهوية الدينية لهم وتغرس فيهم المثل الاخلاقية.
وعليه فان المنهج الإسلامي يمنح الاُسرة دوراً اجتماعياً كبيراً ، بينما نجد أنّ المنهج الغربي قد جعل دور الاُسرة هامشياً ، وقلّص من وظائفها بعد أن جعل بعض المؤسسات ودور الحضانة تحرم الطفل من حق الحضانة والتربية في محيط
________________
١) الزنا : أحكامه ، أسبابه : ١٦٥ و ٥١.