تكليفهم فوق طاقتهم وبما يشق عليهم ، بدليل قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « .. ألا وأيّما امرأة لم ترفق بزوجها ، وحملته علىٰ ما لا يقدر عليه وما لا يطيق ، لم يقبل منها حسنة ، وتلقىٰ الله وهو عليها غضبان » (١).
فمن المؤكد أن الإسلام يدعو المسلمين إلىٰ إسداء الخدمة ومدّ يد العون لبعضهم البعض ، فعن أبي المعتمر قال : سمعتُ أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أيّما مسلم خدم قوماً من المسلمين إلّا أعطاه الله مثل عددهم خدَّاماً في الجنّة » (٢).
وإلى جانب هذا التوجه العام ، فإنه يدعو الزوجين إلىٰ خدمة بعضهما البعض بما يعود بالنفع عليهما وعلىٰ عموم أفراد العائلة ويرتب علىٰ هذه الخدمة مهما كانت بسيطة الثواب العظيم ، فعن ورّام بن أبي فراس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيّام ، أغلق الله عنها سبعة أبواب النّار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت ». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلّا كان خيراً لها من عبادة سنة.. » (٣).
وتعتبر فاطمة الزهراء عليهاالسلام القدوة الحسنة في التوفر علىٰ خدمة الزوج وأداء حقوقه ، فعلىٰ الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرَّ بها الإمام علي عليهالسلام
________________
١) تنبيه الخواطر ٢ : ٢٦٢.
٢) اُصول الكافي ٢ ، ٢٠٧ / ١ باب في خدمة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
٣) وسائل الشيعة ١٤ : ١٢٣ / ٢ باب استحباب خدمة الزوجة لزوجها من كتاب النكاح.