مغلولاً مائلاً شقه حتىٰ يدخل
النار » (١). وهما من الأساليب الناجحة في إدارة أمور
الاُسرة ، فالرجل عليه العمل والكسب خارج البيت لتوفير سبل العيش الكريم للعائلة ، والمرأة تضطلع بمهمة إدارة المنزل ورعاية الأطفال. وتروي لنا مصادرنا التراثية حالة
التعاون وتقسيم العمل الرائعة بين فاطمة الزهراء والإمام علي عليهماالسلام
، يقول الإمام الصادق عليهالسلام
: «
كان أمير المؤمنين يحطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة تطحن وتعجن وتخبز »
(٢). لقد قامت فاطمة عليهاالسلام بأداء واجباتها
المنزلية خير قيام ، وخير شاهد علىٰ ذلك ما أفاده زوجها أمير المؤمنين عليهالسلام
بحقها عندما قال لرجل من بني سعد : « ألا أحدّثك عني وعن فاطمة ، إنّها كانت عندي ، وكانت من أحب أهله إليه ـ أي للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ وإنّها استقت بالقربة حتىٰ أثّرت في صدرها ، وطحنت بالرحىٰ حتىٰ مجلت يداها ، وكسحت البيت حتىٰ اغبرّت ثيابها ، وأوقدت
النار تحت القدر حتىٰ دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضمار شديد »
(٣). ثم إنَّ الإسلام لا يحرّم العمل
علىٰ المرأة ، كما يزعم بعض الناس ، بل يفضل ان تعمل المرأة في بيتها صيانةً لها ، والإسلام يُشجع المرأة أن تزاول الاعمال المنزلية لكي تساهم في دعم اقتصاد العائلة وتخفف العبء عن كاهل الزوج عند الضرورة ، يقول الإمام الصادق عليهالسلام
: «
مروا نساءكم بالغزل ، فإنّه خير لهنَّ ________________ ١) عقاب الأعمال ، للصدوق
: ٣٣٣ / ١ باب يجمع عقوبات الأعمال. ٢) تنبيه الخواطر ٢ :
٧٩. ٣) علل الشرائع ، للصدوق
: ٣٦٦ باب ٨٨ علة تسبيح فاطمة عليهاالسلام.هـ ـ تقسيم العمل وبيان الأدوار :