ذلّاً وهواناً وأقامه الله بقدر ما استمتع منها علىٰ شفير جهنم ثمَّ يهوي فيها سبعين خريفاً » (١).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « إذا تزوّج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك فإن تزوّجها لدينها رزقه الله عزَّوجلَّ مالها وجمالها » (٢).
وهكذا يظهر لنا جلياً أنّ الإسلام يريد من الزواج الذي هو أحب بناء إلىٰ الله تعالىٰ أن يبتني علىٰ هدف نبيل وقصد سليم ، وعليه فهو يُكرم أصحاب القلوب السليمة ، ويُنذر ذوي النوايا السيئة بسوء العذاب.
ليس خافياً علىٰ أحد بأنّ الإسلام يسعىٰ لإزالة العوائق التي تحول دون نسج العلائق الشرعية بين الجنسين والتي تتمثل ـ أساساً ـ في الزواج.
والملاحظ أنّه يتخذ موقفاً توفيقياً بين الزوجين ، ففي الوقت الذي يجعل للمرأة المهر ، ويأمر الرجل باعطائه لها علىٰ الوجه الأكمل ، وفق قوله تعالىٰ : ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً .. ) (٣) ، فإنّه يحث النساء وأولياءهنّ علىٰ عدم تجاوز الحدود المعقولة للصداق ، وعلىٰ عدم التعسف عند استيفائه.
________________
١) عقاب الأعمال / الصدوق : ٣٣٣ باب يجمع عقوبات الاعمال.
٢) مكارم الأخلاق : ٢٠٣.
٣) سورة النساء : ٤ / ٤ ، وفي الآية ٢٠ من هذه السورة المباركة ما يدل علىٰ وجوب دفع الصداق كاملاً للمرأة وان كان كبيراً ، وورد في الحديث تحذير من العواقب المترتبة علىٰ غصب مهور النساء ، منه ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام : « إنَّ أقذر الذنوب ثلاثة : قتل البهيمة ، وحبس مهر المرأة ، ومنع الأجير أجره » وقوله عليهالسلام : « من تزوج امرأة ولم ينوِ أن يوفيها صداقها فهو عند الله عزَّ وجلَّ زانٍ » مكارم الأخلاق : ٢٠٧ و ٢٣٧.