إنَّ الغلو في المهور يشكّل عقبة اقتصادية تحول دون الإقدام علىٰ الزواج ، وعليه يمارس الإسلام حواراً إقناعياً مع النساء وأولياء أمورهن ويُرغبهم في تيسير المهر ، قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنَّ من يُمن المرأة تيسير خطبتها ، وتيسير صداقها .. » (١) وقال أيضاً : « أفضل نساء أُمتي أحسنهن وجهاً ، وأقلهن مهراً » (٢).
وفي مقابل أُسلوب الترغيب اتّبع الإسلام مع المتشدّدين في المهور أُسلوب التوبيخ والتنفير ، وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق عليهالسلام : « الشؤم في ثلاثة أشياء : في الدابة ، والمرأة ، والدار. فأمّا المرأة فشؤمها غلاء مهرها.. ».
وفي حديث آخر يجمع بين الاُسلوبين ، فيقول : « من بركة المرأة قلّة مؤونتها ، وتيسير ولادتها ، ومن شؤمها شدّة مؤونتها ، وتعسير ولادتها » (٣).
ويذهب الإسلام أبعد من ذلك فهو يعد المرأة التي تتصدق بصداقها علىٰ زوجها بالثواب الجزيل وينظر إليها بعين الإكبار والاجلال ، فعن الإمام الصادق عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما من امرأة تصدّقت علىٰ زوجها بمهرها قبل أن يدخل بها إلّا كتب الله لها بكلِّ دينار عتق رقبة » (٤).
جدير ذكره أن الإسلام قد حذّر من المعطيات السلبية النفسية فضلاً عن الاقتصادية التي تترتب علىٰ المغالات في المهور ، ولعل من أبرزها العداوة
________________
١) كنز العمال ١٦ : ٣٢٢ / ٤٤٧٢١.
٢) مكارم الأخلاق : ١٩٨.
٣) مكارم الأخلاق : ١٩٨.
٤) المصدر السابق : ٢٣٧.