أدلّ علىٰ ذلك من قول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « زوّجوا أياماكم فإنّ الله يُحسن لهم في أخلاقهم .. » (١).
إنّ المنهج الإسلامي ينسجم مع الفطرة البشرية ، ويراعي عوامل ضعف الإنسان وعناصر قوته.
وفيما يتعلق بنظام الاُسرة نجد أن التشريع المختص بالرّجل يختلف من أوجه عديدة عن التشريع الموضوع للمرأة ، ولم يأتِ هذا الاختلاف اعتباطاً أو علىٰ نحو الصدفة ، وإنّما يعكس ـ من الناحية الواقعية ـ طبيعة الدور الذي يؤديه كل واحد منهما في قيادة سفينة الاُسرة.
ويمكن للباحث أن يتلمّس السمة الواقعية التي تطبع المنهج الاُسري الإسلامي بالمقارنة مع المنهج المادي من خلال الفوارق التالية :
تبنّىٰ الإسلام النظام الأبوي فمنح الرجل قيمومة علىٰ المرأة بعد أن ساوىٰ بينهما في الحقوق والواجبات ، قال تعالىٰ : ( .. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (٢).
ولم يمنح الإسلام الرجل الكلمة العليا في الاُسرة إلّا بعد أن كلّفه بالانفاق علىٰ الزوجة وأطفالها وتوفير الرعاية والحماية لهم.
وبطبيعة الحال لا يستقيم مع مبدأ العدالة والانصاف أن يكلّف الرجل
________________
١) نوادر الراوندي : ٣٦.
٢) سورة البقرة : ٢ / ٢٢٨.