وعن أبي الحسن عليهالسلام قال : « جاء رجل إلىٰ أبي جعفر عليهالسلام فقال له : هل لك من زوجة ؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : لا أحب أن لي الدنيا وما فيها وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة ، ثم قال : إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره » (١).
ولعلَّ الوجه في هذا التفاضل أنّ الأعزب يكون عرضة لضغط الغريزة الجنسية فيشغل الجنس حيزاً كبيراً من تفكيره ويكون محوراً لاهتمامه ، الأمر الذي ينعكس ـ سلباً ـ علىٰ عبادته ، التي تكتسب فضيلتها وكمالها من التوجه الكلي نحو المعبود ، والابتعاد عمّا سواه.
وهناك من تضيق عدسة الرؤية لديه أو يفهم الدين فهماً قاصراً ، فيرىٰ أنّ الرهبانية تكسب الإنسان فضلاً وكمالاً ، كما هو الحال عند بعض النصارىٰ وأهل التصوف ، ولكن أهل البيت عليهمالسلام يرفضون هذا الفهم القاصر ، فقد ورد عن الإمام الرضا عليهالسلام : « إنَّ امرأة سألت أبا جعفر عليهالسلام فقالت : أصلحك الله إنّي متبتلة ، فقال لها : وما التبتل عندك ؟ قالت : لا أريد التزويج أبداً ، قال : ولِمَ ؟ قالت : ألتمس في ذلك الفضل ، فقال : انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة عليهاالسلام أحقُّ به منك ، إنّه ليس أحد يسبقها إلىٰ الفضل » (٢).
فممّا لا ريب فيه أنّ الزواج عامل مساعد علىٰ التطهّر من الآثام كالزنا واللواط وسائر أشكال الانحراف عن الطريق المستقيم ، ومن أجل ذلك قال
________________
١) مكارم الأخلاق : ١٩٧.
٢) أمالي الطوسي ١ : ٣٨٠. وبحار الأنوار ١٠٣ : ٢١٩.