من جانب آخر يتوجب علىٰ الزوج أن يهتم بنظافته ومظهره حتىٰ يحوز علىٰ رضا الزوجة ويدخل البهجة إلىٰ نفسها ، خصوصاً وأنّ انحراف الزوجة قد تقع تبعاته علىٰ الزوج ، نتيجة لعدم اهتمامه بنظافته ومظهره ، وقد أورد لنا الإمام الرضا عليهالسلام سابقة تاريخية في هذا الخصوص ، عندما قال : « أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام أن نساء بني إسرائيل خرجن من العفاف إلىٰ الفجور ، ما أخرجهن إلّا قلّة تهيئة أزواجهن ، وقل : إنّها تشتهي منك مثل الذي تشتهي منها » (١).
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتهيأ لنسائه ويهتم بمظهره ويتطيّب : « وكان يُعرف بالرّيح الطيب إذا أقبل » (٢) ، وسلك أهل البيت عليهمالسلام ذات المسلك النبوي ، فكانوا يهتمون بمظهرهم ويتهيّؤن لنسائهم ، عن الحسن بن الجهم ، قال : رأيت أبا الحسن عليهالسلام اختضب ، فقلت : جعلت فداك اختضبت ؟ فقال : « نعم ، إنَّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء ، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهنَّ التهيئة ».
ثم قال : « أيسرّك أن تراها علىٰ ما تراك عليه إذا كنت علىٰ غير تهيئة ؟ قلتُ : لا ، قال : فهو ذاك.. » (٣).
تشكّل الأخلاق حجر الزاوية في إدامة التماسك والألفة بين أفراد الاُسرة
________________
١) مكارم الأخلاق : ٨١.
٢) مكارم الأخلاق : ٢٣.
٣) وسائل الشيعة ١٤ : ١٨٣ / ١ باب ١٤١ استحباب التنظيف والزينة.