وفي حالة عدم تمكن الاُم من الإرضاع ـ لسبب ما ـ يتوجب علىٰ الأب أن ينتخب امرأة صالحة تشرف علىٰ ارضاعه ، قال الإمام علي عليهالسلام : « انظروا من ترضع أولادكم ، فان الولد يشبُّ عليه » (١). ويتطلّب أن تتوفر في المرضعة مواصفات حددتها الروايات ، ويمكننا تصنيفها إلىٰ ما يلي :
كأن تكون حسنة الهيئة ، الإمام الباقر عليهالسلام : « استرضع لولدك بلبن الحسان ، وإياك والقباح فان اللبن قد يعدي » (٢).
قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا تسترضعوا الحمقاء ، فإن الولد يشبُّ عليه » (٣).
كما ورد النهي عن استرضاع المجنونة علىٰ ما سيأتي.
إذ نلاحظ أن الشريعة الإسلامية أكدت علىٰ كون المرضعة مسلمة صالحة ، وفي حال تعذّر ذلك فقد جوّزت استرضاع المرأة الكتابية ، ولكن بشرط منعها من شرب الخمر ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « إذا أرضعن لكم ، فامنعوهنَّ من شرب الخمر » (٤).
فقد نهىٰ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من استرضاع المرأة البغية لما له من آثار سلبية علىٰ
________________
١) الكافي ٦ : ٤٤ / ١ من يكره لبنه ومن لا يكره.
٢) الكافي ٦ : ٤٤ / ١٢.
٣) مكارم الأخلاق : ٢٣٧.
٤) الكافي ٦ : ٤٢ / ٣ باب من يكره لبنه ومن لا يكره.