قادتكم الشهوات) (١).
إضافة لما تقدم فقد نجم عن تفكّك الروابط العائلية في الغرب بروز «ظاهرة الاجرام» وأخذ القانون الجنائي الغربي يتعرّض لنقدٍ لاذعٍ بسبب تفاقم هذه الظاهرة تفاقماً لم تعرفه البشرية من قبل ، فقد أخذت تهدّد الأمن العام وتكلّف ميزانيات الدول الغربية مبالغ طائلة ، والأهم من ذلك حرمان هذه المجتمعات من العناصر الشابة القادرة علىٰ العمل والانتاج ، وبدلاً من توسيع المعامل أخذت السلطات هناك ببناء أو توسيع السجون وزجّ آلاف الشباب وراء القضبان !
ولا سبيل إلىٰ الانكار بأن بعض الظواهر المنحرفة كتعاطي المخدرات وبعض مظاهر الفساد قد انتشرت في بعض بلداننا الإسلامية نتيجة لابتعادها عن المنهج الإسلامي الصحيح ، وسيرها في ركاب الغرب بدعوىٰ الحداثة والمعاصرة ومسايرة الحضارة.
من المعلوم أن الهدف الأساس للتربية في الإسلام هو تأهيل الإنسان لكي يتمسّك بالقيم الدينية ، ويتحلّىٰ بالأخلاق الفاضلة ، وبالتالي يكون مسيطراً علىٰ نزواته وأهوائه النفسية من خلال أساليب تربوية عديدة ، كالتوجيه ، والموعظة النافعة ، واُسلوب القدوة ، والاُسوة الحسنة ، وأسلوب القصّة ، وما إلىٰ ذلك من أساليب تصل في نهاية المطاف إلىٰ اُسلوب العقوبة.
والملاحظ أنّ المنهج الإسلامي لم يكتفِ بالعقوبة المجرّدة لتقويم الانحراف ، بل
________________
١) الحياة الاجتماعية في التفكير الإسلامي / د. أحمد شبلي : ٢٩.